عُمدة فيلادلفيا القادم سيتولَّى الإشراف على الاستعدادات لعام 2026 الحافل بالاستحقاقات
الفعاليات الكبرى التي ستشهدها فيلادلفيا عام 2026 قد تشكِّل نقطة تحوُّل، وستحدث جميعها تحت رعاية العُمدة القادم.
إنَّ هذه القصة جزء من سلسلة القصص التي تنشرها رابطة Every Voice, Every Vote
ولكن رئيس مؤسسة “VisitPhilly” التي تسوِّق للسياحة في فيلادلفيا يريد أن يبدأ العمدة القادم في التفكير بتلك المناسبة والإعداد لها من الآن.
أي، من هذه اللحظة.
تقول “أنجيلا فال” (Angela Val) من مؤسسة “VisitPhilly” السياحية: “تمثل تلك اللحظة فرصة تتألَّق فيها فيلادلفيا بما أنَّها ستظهر على الساحة الدولية، لذا علينا الاستعداد لهذه المناسبة، ويجب أن نبدأ بذلك من اليوم.”
لا يقتصر عام 2026 على أنه يصادف الذكرى السنوية الـ ٢٥٠ للاستقلال، بل وهو أيضًا العام الذي تُقام فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى المدينة، كما ستُلعَب فيها مباريات كل النجوم في دوري البيسبول الرئيسي، بالإضافة إلى بطولة رابطة لاعبي الغولف المحترفين الأمريكية. وسيكون هناك ما لا يقل عن 20 مؤتمرًا رئيسيًا مُخططًا له، بما في ذلك مؤتمر وطني لمنظِّمي المؤتمرات.
ستقام جميع تلك الفعاليات خلال فترة تولِّي عمدة المدينة رقم 100، الذي سيتحدد في 7 نوفمبر عقب الانتخابات. تقول “أنجيلا فال” (Angela Val) في هذا الصدد: ” يجب على العمدة القادم أن يعطي الأولوية لجعل شوارع المدينة نظيفة وآمنة”.
وقالت أيضًا: “تعاني فيلادلفيا -كما العديد من المدن الأخرى- من وضع السلامة المُتصوَّر حولها، ولا يتعلَّق الأمر بزيادة عدد ضباط الشرطة فحسب، بل وبالصورة التي ستبدو عليها السلامة في المدينة، وبشعورنا ونحن نمشي فيها. فيلادلفيا إحدى أكثر المدن قابلية للمشي في الولايات المتحدة”.
وضع كلا المرشَّحين لمنصب عُمدة المدينة –”ديفيد أو” (David Oh) و”شيريل باركر” (Cherelle Parker)– ضرورات السلامة العامة في صلب حملتيهما الانتخابيتَين، كما تناولا الأهمية الملحَّة للتحضير لما من شأنه جعل 2026 عامًا مكللًا بالنجاح للمدينة.
أفادت “باركر” (Parker) بأنَّها ستطبق برنامج “رعاية الأعمال” في فيلادلفيا (PHL TCB) إلى أقصى حد ممكن”، وهو برنامج أنشأته سنة 2020 يموِّل جهود التنظيف المجتمعية داخل الممرات الفاصلة بين المحلات التجارية. وقال المُرشَّح “أو” (Oh) إنَّه سيضغط على “هيئة النقل بجنوب شرق بنسلفانيا (SEPTA)” من أجل تحسين وسائل النقل العام.
أفاد بعض المرشَّحين لمجلس المدينة بأنَّهم سيعملون مع مكتب عمدة المدينة لضمان تحقيق النجاح المدني في عام 2026، يريد المرشَّح العام عن كامل المدينة “رو لانداو” (Rue Landau) من المجلس ومكتب العُمدة تشكيل مجموعة عمل حكومية لتعزيز البنية التحتية وتشجيع الفنون والثقافة وإعطاء الأولوية لاحتياجات السكان.
وشدَّد “درو موراي” (Drew Murray)، وهو أحد المرشَّحين العامين الآخرين عن كامل المدينة، على أهمية وجود خطة للشوارع الآمنة، وتنسيق الجهود الحكومية، وترويج المدينة.
وقال: “إنَّ الأمر متروك لمجلس المدينة ومكتب العُمدة ليحرصا على أننا مستعدون”.
قام التحالف الثقافي الكبير لفيلادلفيا بتجميع تعليقات المرشَّحين لكل من منصب العمدة ومجلس المدينة، بالإضافة إلى الإجابات على مجموعة من الاهتمامات الأخرى، ضمن دليل للناخبين متوفِّر عبر الإنترنت.
ولا يتوقَّف الأمر على العمدة ومجلس المدينة فحسب لإنجاح الفعاليات التي ستجري سنة 2026، فقد اجتمعت حوالي اثنتي عشرة منظمة معًا لتشكيل ائتلاف سنة 2026، وهو مجموعة ستتولَّى أمور تنسيق الجهود وستسعى للحصول على تمويل جماعي. يضم الائتلاف المذكور منظمات مثل: مركز الدستور الوطني، وفيلادلفيا التاريخية، ومجلس الشؤون العالمية.
بدأت ولاية بنسلفانيا البحث عن مشاريع بنية تحتية محلية لتمويلها في جميع المقاطعات البالغ عددها 67 مقاطعة لتجهيز الولايات الأربعة التي تطلق على أنفسها لفظ الكومنولث (كنتاكي، ماساتشوستس، بنسلفانيا، وفيرجينيا) لسنة 2026، وذلك عن طريق المبادرة المعرفة بـ America250PA الهادفة إلى إشراك جميع الأمريكيين في إحياء الذكر الـ 250 لاستقلال الولايات المتحدة، وتتولى منظمةPhiladelphia250 تعزيز المشاريع في الأحياء السكنية داخل فيلادلفيا، وهي منظمة معنية بتنسيق الجهود لإحياء الذكرى 250 لاستقلال الولايات المتحدة في فيلادلفيا.
ترأسّت “مؤسسة كونيلي” (Connelly Foundation) الخيرية صندوقًا لتمويل البرامج في جميع أنحاء المدينة . وأفاد نائب الرئيس “تيم دوركين” (Tim Durkin) بأنَّ أكثر من 80 مُقترحًا جرى تقديمها بالفعل، وستُوزَّع الجولة الأولى من التمويل قريبًا بمبلغ من المُتوقَّع أن يصل إلى رقم مُكوَّن من سبع خانات.
وقال: “ستكون سنة 2026 عامًا مهمًا، وستمثل قفزة كبيرة أيضًا”. “ففي حال انتظرنا حتى قدوم سنة 2026 لنأخذ الأمر على محمل الجد، فإنَّنا سنفوِّت فرصة لدعم الكثير من المنظمات التي لديها العديد من الأفكار الجيدة، لكنها تحتاج إلى وقت للتخطيط لتلك الأفكار وتنفيذها.”
يود “دوركين” (Durkin) من العمدة القادم – بصرف النظر عمَّن سيكون – أن يبدأ التخطيط لسنة 2026 بمجرد الانتهاء من فرز الأصوات.
وقال: “أود أن أرى العمدة القادم يشكِّل لجنة انتقالية، كجزء من مهامه في المنصب، تكرِّس نفسها لسنة 2026، وأن تتولَّى كل شيء، بدءًا من التخطيط والإعداد للفعاليات والأحداث التي ستُقام، مُرورًا بإدارتها، وصولًا إلى احتياجات البنية التحتية. فمن شأن ذلك إعطاء انطباع جاد عن أهمية الحدث.”
تتمتع فيلادلفيا بسجل حافل مختلط من الإنجازات المختلفة فيما يتعلَّق باحتفالات الذكرى السنوية الوطنية. وبينما حقق كل من الاحتفال بالذكرى المئوية والمعرض العالمي في فيرمونت بارك لسنة 1876 نجاحًا كبيرًا، شهدت الذكرى المئوية الثانية في سنة 1976 ا الكثير من المشاكل التي ما زالت ماثلة في أذهان الكثيرين، والتي تقع مسؤولية حدوثها جزئيًا على العُمدة آنذاك “فرانك ريزو “(Frank Rizzo.
واجه العُمدة “ريزو” (Rizzo) مظاهرة احتجاجية ضمَّت حوالي 3,000 شخص، والتي سلَّط المتظاهرون فيها الضوء على التفاوتات الاقتصادية وإقصاء سكان الأحياء عن الاحتفالات الوطنية الرسمية. وضمن هذا السياق وخوفًا من حدوث انتفاضة، فقد أدلى العُمدة “ريزو” (Rizzo) بتصريحات علنية حول التهديدات الأمنية المُتصوَّرة والحاجة إلى تواجد المزيد من قوات الشرطة على الأرض، مما أدى إلى عزوف العديد من الزوَّار المُحتمَلين عن المجيء إلى المدينة.
تقول “أنجيلا فال” (Angela Val): “أظن أنَّنا قطعنا شوطًا طويلًا خلال الخمسين سنة الماضية. يأتي الناس إلى فيلادلفيا للتعبير عن آرائهم، ونتعامل مع ذلك بأسلوب جيد بالفعل، ولا أرى أنَّ هناك ما يثير قلقي بشأن الإفراط في تواجد قوات الشرطة أو بشأن أي نوع آخر من المشكلات الأمنية في هذه المسألة”.
تستقي الرئيسة التنفيذية لمنظمة Philadelphia250، “دانييل ديليو كيم” (Danielle DiLeo Kim)، دروسًا من الذكرى المئوية الثانية لسنة 1976، حتى في كيفية وصفها للحدث: إذ تخطِّط منظمتها لإقامة “إحياء ذكرى” مرور 250 على استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، متجنِّبة كلمة “احتفال” احترامًا للناس الذين لم تكن التجربة الديمقراطية الأمريكية ناجحة تمامًا بالنسبة لهم، مثل بعض السكان الأصليين، والمهاجرين، والذين من غير البِيض.
وقالت: “تعلَّمنا من الذكرى المئوية الثانية في فيلادلفيا، واستفدنا منها في كثير من الحالات حول ما علينا أن نتجنب فعله، إذ لم يكن الزائرون يتشجعون على القدوم إلى فيلادلفيا، وكان السبب الرئيس في ذلك عائدًا إلى العنصرية بالتحديد.”
مبادرة منظمة Philadelpha250 أقل تركيزًا على السياحة مقارنة باهتمامها الأكبر بسكان فيلادلفيا. تركِّز تلك المبادرة على الفعاليات التي ستُقام على مستوى الأحياء في سنة 2026، مع مراقبةٍ عن كثب للجهات المنِّفذة وما تقوم بتنفيذه وتشجيع السكان على تطوير برامجهم الخاصة المُعَدة خصِّيصًا لمجتمعاتهم. تخطِّط رئيسة المنظمة “كيم” (Kim) لتنظيم “مراكز” أو مجموعات من البرامج في كل منطقة من المناطق التابعة لمجلس المدينة.
حدَّدت منظمة Philadelphia250 حتى الآن ثلاثة مشاريع مجتمعية للتمويل المباشر، وتقوم بإنشاء مشروع مشاركة عامة متنقِّل، وهو مشروع Declaration Station، الذي سيُشرك الناس في أحيائهم للتفكير فيما تعنيه الديمقراطية بالنسبة لهم.
تقول “كيم” (Kim): “نعلم أنَّ المشاركة المجتمعية ضرورية للغاية بالنسبة لديمقراطية مزدهرة، ولحفظ سلامة المدينة، ولمعالجة ما يحتاجه الناس اليوم وما يريدون مستقبلًا. إذا كنا نتحدَّث عن الاحتفال بذكرى سنوية كبرى، فمن المهم حقًا أن نشرك أصوات جميع الأفراد في التخطيط لذلك.”
“مؤسَّسة مركز زوَّار فيلادلفيا” (Philadelphia Visitor’s Center Corporation) إحدى أعضاء الائتلاف 2026، وقد عملت رئيستها التنفيذية “كاثرين أوت لوفيل” (Kathryn Ott Lovell) حتى وقت قريب ضمن مقر الحكومة البلدية “فيلادلفيا سيتي هول” بصفة مُفوَّضة عن “مكتب المتنزهات والترفيه في فيلادلفيا” (فيلادلفيا باركس آند ريكريشن)، وقالت إنَّ العمدة القادم سيكون له دور حاسم في نجاح فعاليات سنة 2026.
تقول “أوت لوفيل” (Ott Lovell): “إذا كنت تعلَّمت شيئًا واحدًا خلال فترة وجودي في حكومة المدينة، فهو أنَّ منصب العمدة مهم للغاية، ولكن لا يقل أهمية عن الأشخاص الذين يختارهم العمدة ويحيط نفسه بهم، إذ يضطلع المدير الإداري بدورً حاسم حقًا في المدينة من منظور السلامة العامة والنظافة، وإنَّنا بحاجة إلى أن تكون المدينة على أتم الاستعداد”.
تُشغِّل “مؤسسة مركز زوار فيلادلفيا “(Philadelphia Visitor’s Center Corporation) مركز الزوَّار في مجمع الاستقلال التجاري (Independence Mall) وهو نقطة التوجُّه السياحية الرسمية لمنطقة المقاطعات الخمس الكبرى، بالإضافة إلى مراكز الزوَّار في مواقع وسط المدينة المزدحمة بالسياح، مثل: “سيتي هول” (City Hall) ، و”لوف بارك” (LOVE Park) ، ومتحف فيلادلفيا للفنون (Philadelphia Museum of Art).
وإضافة إلى أنَّ تجربة الزوار تأتي في صلب اهتمامها، فقد أفادت “أوت لوفيل” (Ott Lovell) أنَّ الائتلاف ينوي أيضًا أن يجعل لأحداث سنة 2026 صدى أبعد بكثير من تلك السنة.
وقالت: “لا نريد أن نخلق هذه التجربة الخيالية للسياح لسنة 2026، بل نريد تحسين حياة سكان فيلادلفيا، ونريد أن تكون هذه المناسبة محركًا للتنمية الاقتصادية والمجتمعية لسكان فيلادلفيا. فإذا فعلنا هذا، فإنَّنا سنخلق فرص عمل جديدة، ونؤمِّن الرخاء للسكان، وسنعمل على إنشاء مشاريع بنية تحتية تراثية من شأنها أن تنهض بمدينتنا لسنوات عديدة قادمة”.
WHYY is your source for fact-based, in-depth journalism and information. As a nonprofit organization, we rely on financial support from readers like you. Please give today.