شرطة فيلادلفيا تقترح برنامجًا جديدًا للتدريب العسكري على أمل تجنيد المراهقين في المدينة وبناء الثقة
يمكن للمراهقين في فيلادلفيا أن يذهبوا إلى الكليات المحلية ويتعلموا كيف يُصبحوا ضباط شرطة ضمن برنامج التدريب العسكري الذي لم يتم إطلاقه بعد.
هذا المقال هو جزء من سلسلة Every Voice, Every Vote.
شاهدت نيجاه سميث ضباط شرطة فيلادلفيا وهم يقبضون على والدها عندما كانت في الرابعة من عمرها. الآن، في سن التاسعة عشر، تُحاوِل أن تجد حلًا لجريمة وقعت بدون الاستعانة بالسُلطات.
وقالت “لا يوجَد أي نوع من التواصُل مع رجال الشرطة في حيّنا، فهم يشتهرون بتاريخهم بقتل الرجال السود”.
وقد خصَّصت المدينة مُؤخَّرًا 1.5 مليون دولار لإدارة شرطة فيلادلفيا لبرنامج جديد لتجنيد الشباب بالشرطة، وفقًا لوثائق ميزانية السنة المالية 2024. وتقول سميث إن هذا المبلغ يجب أن يذهب مباشرة إلى المُنظَّمات التي يكوِّنها المجتمع بدلًا من ذلك.
وقالت “إنه ليس منعًا للعنف المسلح”، حيث تتطوَّع كمُرشِدة للشباب في منظمة غير ربحية في شمال فيلادلفيا تسمَّى “The Tree House”. “تجنيد الآخرين ليصبحوا ضباط شرطة، مع معرفتهم بحالة هذا العالم… ذلك لا يتماشى مع سلامة وحماية الأشخاص السود وذوي البشرة الداكنة.”
سيقدم برنامج التدريب العسكري الجديد رواتب للشباب من أعمار 18 إلى 21 عام للتدرُّب مع قسم الشرطة. الشرطة في فيلادلفيا تحتاج إلى ملء صفوفها.
لقد كانت لدى الإدارة حوالي 6,600 ضابط في عام 2019، ولكن خسرت 600 منهم بحلول عام 2022، وفقًا لإحصائيات الخريف لعام 2022 من مكتب المراقب المالي. ومن المُتوقَّع أن ينخفض عدد الضباط بحوالي 700 ضابط آخر، ليصل الإجمالي إلى 5,200 ضابط بحلول نهاية السنة المالية 2025.
المبادرات الأخيرة للتجنيد التي اتخذتها إدارة الشرطة تتضمَّن إلغاء شرط الإقامة في المدينة لمدة عام واحد لضباط الشرطة الجدد، وزيادة وجود إدارة الشرطة في مُجتمعات الأشخاص ذوي البشرة الداكنة والحرم الجامعي، وإطلاق برنامج لياقة بدنية جديد لتأهيل المُجنَّدين لأن يُصبِحوا ضباط.
يقول المرشحان لمنصب رئيس البلدية، شيريل باركر وديفيد أوه، أنهما يدعمان تعزيز جهود التجنيد المحلية للمساهمة في خفض أعداد العنف بالأسلحة في المدينة التي سجلت أرقامًا قياسية من أعمال العنف بالأسلحة.
وقال أوه، “هناك شعوب بالكامل لا تنظُر إليها مدينتنا لتُجنِّد منها الضباط، وهذا ما أَنظُر إليه أنا”. “أنا أُفضِّل الشرطة ذات الأعراق المُتنوعة.”
وقد وَضَعَت باركر هدفًا بتخريج 80 إلى 120 ضابطًا من أكاديمية الشرطة كل ثلاثة أشهر. وتقول أن البرنامج المُقتَرح للتدريب العسكري سوف يُساعد في تحقيق ذلك.
وكتبت في خطتها لتحسين وضع الأمن والأمان في أحياء فيلادلفيا وشرطة المجتمع، “هناك أيضًا العديد من سكان فيلادلفيا الذين يرغبون في أن يُصبِحوا ضباط شرطة، ولكن قد لا يمكنهم حاليًا اجتياز الاختبارات المطلوبة أو متطلبات اللياقة البدنية”، “يمكن معالجة ذلك عن طريق زيادة الاستثمار في التعليم والتدريب.”
تجنيد الشباب يواجه تحديًا نظرًا للثقة المتوترة داخل عناصر الشرطة، وفقًا لخبراء سلطة القانون. ففي عام 2020، اكتشف باحثو جامعة ولاية أريزونا أن الشباب الأمريكان السود شهدوا انخفاضًا كبيرًا في آرائهم حول الشرطة بين سن 7 و 14 عام، بينما استمرت آراء الشباب البيض كما هي لم تتأثَّر.
لقد أدَّى قتل الشرطة لإيدي إريزاري في فيلاديلفيا بمنطقة كينزينجتون إلى لجوء السكان لحلول لا تعتمد على سلطة القانون لتحقيق أمانهم العام. وقد تظاهَر المئات منهم مُؤخَّرًا بعد قرار قاضي فيلادلفيا برفض جميع التهم الموجَّهة إلى الضابط مارك دايل، الذي أَطلَق النار.
القائد السابق للشرطة، دانييل أوتلاو، الذي استقال في سبتمبر بعد ثلاث سنوات ونصف من الخدمة، دَعمَ تمويل برنامج التدريب العسكري الجديد لتجنيد الضباط.
أخبرت WHYY في مايو، “رأيتُ في نهاية عام 2020 أن هناك انقطاعًا كبيرًا بيننا وبين شبابنا”، . “ونحن جميعًا نعلم أن الشباب يُدرِكون ما يحدث قبلنا.”
سواء تم تنفيذ برنامج التدريب العسكري الجديد أم لا، فإن ذلك سيعتمد على رئيس البلدية القادم والمفوض الجديد.
توسيع مصادر التجنيد
يرغب باركر لتطبيق برنامج التدريب العسكري الجديد بنفس منهج برنامج شيكاغو للتدريب العسكري، حيث يُمثِّل شراكة بين إدارة شرطة شيكاغو والجامعات المحلية. كما يُتيح للطلاب جدول متغير لبرنامج التدريب مع مرونة الفترات حتى يمكنهم حضور دروس الجامعة أثناء العمل لمقر الشرطة.
تمتلك شرطة فيلادلفيا بالفعل برنامج تدريب ضباط الشرطة غير المدفوع للمقيمين من أعمار 14-20 عام الذين يشعرون بالفضول للعمل بمجال الشرطة.
العريف برايان كويل يترأس إدارة هذا البرنامج، ويُدرِب الشباب الجدد لمدة ثماني ساعات كل يوم سبت طوال العام.
وقال، “إن البرنامج يبني ثقتهم بأنفسهم، ويمنحهم هدفًا بالحياة”. “إنه يبنيهم جسديًا وعقليًا. ونعلمهم كيف يخدمون المجتمع.”
داور مكليري، البالغ من العمر 19 عام، قال إنه كان يطمح في أن يصبح ضابط شرطة منذ كان صغيرًا، وقضائه خمس سنوات للتدريب قضاها في برنامج تجنيد ضباط الشرطة الجدد جعلته واثقًا من تحقيق ذلك.
وقد قال، “بدأتُ أفهم بشكل أفضل معنى أن تكون فردًا من الشرطة حقًا” “حيث رأيتُ الخير والشر، لكنني دائمًا أؤمِنُ بأنني سأُصبح ضابط شرطة جيد. وانضمامي إلى البرنامج أظهر لي أن هناك الكثير لأسعى إليه.”
قال أنجيلو كونغ، البالغ من العمر 19 عام، مشارك في برنامج تجنيد ضباط الشرطة، إنه يُؤمِن بأن تجنيد قوة شرطة متنوعة الأجناس بشكل أكبر هو المفتاح لخلق تفاعلات إيجابية أكثر بين الضباط والمدنيين.
وقد أضاف، “ففي بعض الأحيان، لقاء ضابط الشرطة قد يكون مخيفًا قليلًا، لذا ترغب في أن يكون هناك شخص من ثقافات مماثلة للتحدث معه”.
بناءً على معلومات قسم الشرطة، فإن الصف الـ399 في أكاديمية شرطة فيلادلفيا، الذي تخرج في أغسطس، يتألف من 55% من أفراد غير البيض.
بناء العلاقات والتواصُل
عندما رأى النقيب ماثيو بارتر في إدارة شرطة مانشستر في ولاية نيو هامبشير ارتفاع العنف بالأسلحة بين المراهقين في مدينته، عرف أن ضباطه لن يُصبِحوا قادرين على إحداث تأثير دون مساعدة.
وقال، “ضباط الشرطة، مع الكثير من شباب، لن يكونوا الأفضل للتواصل” “فهم يحتاجون إلى شخص ربما لديه مزيد من الخبرة، وتجارب مماثلة… أشخاص مضوا في الطريق السيئ بأنفسهم وحقَّقوا الإصلاح.”
تواصل بارتر مع “My Turn”، وهي جماعة محلية تعمل في تطوير القوى العاملة، لإطلاق “مشروع الاتصال”. وقد حلَّلت شرطة مانشستر تقارير الشرطة لتحديد 109 شاب شهدوا أو ارتكبوا أعمال عنف بالأسلحة، وطلبوا من طاقم العمل بجماعة “My Turn” مساعدتهم في تجنيد هؤلاء الأشخاص. لقد استخدموا منحة فيدرالية لدعم عمل “My Turn”.
وتقديراتهم للمشروع كانت أن معدلات الاعتقال قلَّت بنسبة 32% بالمقارنة مع الفترة قبل التدخل وانخفض مُعدَّل التعرض للجريمة بنسبة 73%.
وقال بارتر عن الـ 109 شاب “كانوا هؤلاء هم حلقة الوصل أو شبكة التواصل التي كانت تقود أغلبها” “وبالتالي، داخل هذه المجموعة، عندما نرى انخفاضًا في معدلات الاعتقال والجريمة واشتباه في وقوع حادثة بالسلاح بنسبة كبيرة بهذا القدر – فهو أمر مهم.”
في الوقت الحالي، الطريقة الرئيسية للحصول على ملاحظات من المراهقين في إدارة شرطة فيلادلفيا هي من خلال لجنة شباب الشرطة الاستشارية، التي أُنشِئَت في عام 2021 استجابة لمشكلة أعمال العنف بالأسلحة. وقد كان للجنة 16 عضو حتى ربيع هذا العام.
وقالت الكابتن ماريا أورتيز-رودريغيز أنه من الصعب جذب المراهقين لحضور الاجتماعات يوم السبت، لذا فهم يبحثون عن نموذج زيارة المدارس.
وقالت، “نرغب في تحفيز الشباب وأن نُتيح لهم الفرصة لتقديم أفكارهم وتحدياتهم والعمل على إيجاد الحلول”.
كريستوفر، البالغ من العمر 9 سنوات، يعيش في جزء من فيلادلفيا يكثُر فيه “صوت إطلاق النار”.
قال، “يجب عليَّ أن أعلم شقيقي – إذا رأيت الشرطة في الحي أو سمعت صوت إطلاق النار ثم توقَّف، فهي ليست ألعاب نارية ويجب أن تركض إلى المنزل مُسرعًا”.
والدته ناشطة تقاتل من أجل إنهاء ممارسات الشرطة التي تؤثر بشكل مفرط على الأشخاص السود، مثل التفتيشات والمُداهَمات.
يُشير تقرير عام 2019 من جامعة ميشيغان إلى أن استخدام القوة من قبل الشرطة هو السادس في قائمة أسباب وفاة الرجال السود الشباب. لقد أوقفت شرطة فيلادلفيا واستجوبت عددًا كبيرًا من سكانها السود، سواء على الأقدام أو في السيارات، وكانت أكثر احتمالًا لإيقاف الأشخاص السود دون تبرير قانوني من الأشخاص ذوي البشرة البيضاء وفقًا لبيانات الإدارة.
يقول كريستوفر إنه كان يرغب في أن يصبح ضابط شرطة، حتى تعلم المزيد عن نظام العدالة الجنائية.
وقال، “لا أريد أن أصبح ضابط شرطة بعد الآن”. “فقد اكتشفتُ من والدتي أنهم كانوا يؤذوننا ويضعوننا في السجن بدون سبب لمُجرَّد أننا سود.”
تقول سميث من منظمة “The Tree House” إذا كانت المدينة حقًا تريد مساعدة الشباب، فإنها ستموِّل المنظمات وكبار الرعاة الذين هم بالفعل يُشاركونهم حياتهم.
وقالت، “[المدينة] ستقدم [الأموال] لجميع مراكز المجتمع التي لديها تأثير كبير على الشباب في المدينة” “ولن نُضطر إلى التوسُّل من أجلها، ولن نضطر إلى طلبها.”
تمتلك مدينة فيلادلفيا 24 مليون دولار في الميزانية الحالية ستُوزّع على شكل منح لمنظمات غير ربحية تحاول منع العنف بالأسلحة بين الشباب السود.
ولم تقدم إدارة شرطة فيلادلفيا مزيدًا من التفاصيل حول متى سيتم إطلاق برنامج التدريب العسكري الجديد، وكم عدد الشباب الذين سيتم تجنيدهم أو مقدار الأجور التي ستُدفَع للمشاركين. لقد رفضوا توفير مُتحدِّث من طرفهم لإجراء مقابلة لهذا الحدث.
WHYY is your source for fact-based, in-depth journalism and information. As a nonprofit organization, we rely on financial support from readers like you. Please give today.