شيريل باركر تنتمي إلى طبقة متنامية تضمّ نساء من ذوات البشرة السوداء انتُخِبنَ لمناصب رفيعة المستوى

شهد القرن الماضي إحراز النساء ذوات البشرة السوداء تقدّمًا نحو مناصب سياسية رفيعة المستوى بأعداد قياسية.

شيريل باركر

شيريل باركر (كيمبرلي بينتر/WHYY).

مثَّل فوز السيدة شيريل باركر -عضو مجلس المدينة السابق- في الانتخابات التمهيدية حدثًا تاريخيًا في السباق لتولّي منصب عُمدة مدينة فيلادلفيا رقم 100.

يأتي ترشيح باركر بعد انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري شهدت تنافسًا شديدًا، ويمثّل نجاحها السياسي جزءًا من توجّهٍ وطنيٍّ عامّ أكثر اتساعًا، وهو ترشُّح النساء السود لتقلُّد المناصب.

يمثّل السود نسبة 44% من سكان مدينة فيلادلفيا، وقد تكون باركر أول امرأة من ذوات البشرة السوداء تُنتَخب لمنصب العمدة.
تشغل السيدة هولي هوليدي منصب رئيس منظمة Sisters Lead Sisters Vote، وهي جماعة مكرَّسة لدعم النساء ذوات البشرة السوداء في الوصول إلى مناصب عامة. ترى هوليدي أنَّ فوز باركر قد يكون له أصداء تعمُّ البلاد.

تقول: “طالما نظرتِ الأمةُ إلى فيلادلفيا على أنها مدينة سّبَّاقة”، وتكمل بالقول: “لقد آن الأوان لكي تقودها النساء ذوات البشرة السوداء؛ تُدار (مدينة فيلادلفيا) من منظور مجموعات سكانية متعددة وبتمثيل منها في أعلى المناصب، ومن المنطقي أن يلاقي منظور السود قبولًا لدى تلك المجموعات أيضًا”.
شهد القرن الماضي إحراز النساء السود تقدّمًا نحو مناصب سياسية رفيعة بأعداد قياسية. وقد شجّعت الانتخابات والحملات البارزة في السنوات الأخيرة لكل من نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، وجورجيا ستايسي أبرامز، وعضو الكونغرس عن ولاية ماساتشوستس أيانا بريسلي، المزيدَ من النساء ذوات البشرة السوداء على الترشح للمناصب.

تشغل السيدة جوان بيل منصب مُنظِّمة اجتماعات مجلس قيادة النساء السود في فيلادلفيا الذي شُكِّل في أواخر عام 1989 بهدف منح النساء السود تمثيلًا أفضل، لا سيما أنهن تولَّين قيادة العديد من القواعد الجماهيرية والمنظمات المدنية (وما زلن يفعلن ذلك).

  • WHYY thanks our sponsors — become a WHYY sponsor

تقول السيدة بيل: “وجدنا أنّ النساء الأمريكيات الأفريقيات قمن بكثير من الأعمال الشاقّة التي لا تحظى بالتقدير، ولكن فيما يتعلق بتولي أعمال الحكومة، فلم نكن دائمًا في مناصب تخوّلنا ممارسة هذه الأعمال، ولم نتمكن دائمًا من إصدار قرارات سياسية الطابع”.

كما تضيف بيل أنّ النساء ذوات البشرة السوداء طالما كرَّسنَ أنفسهن للمشاركة المدنيّة وذلك لانتفاء وجود بديل صالح بالنسبة لهنّ.
تستطرد بيل قائلة: “تشعر النساء السود بالأهمية المُلِحَّة لإنقاذ أمريكا ومعها الديمقراطية، لأننا ندرك أنَّ علينا العيش فيها، ونعلم أيضًا أنَّنا لا نُمنَح الفرصَ ذاتها”.

تحدّثتْ إلى جموع الناخبين المنتمين إلى مجموعات سكانية مختلفة في الانتخابات الرئاسية عام 2016 التي شهدت تصويت النساء ذوات البشرة السوداء لصالح هيلاري كلينتون بأغلبية ساحقة، مع غالبية أقل من النساء البِيض اللواتي صوتن لصالح دونالد ترامب.
“تَفَاجأنا برؤية النساء البِيض غير داعمات لهيلاري كلينتون بالطريقة ذاتها التي دعمها بها السود، واستغربنا هذا التباين. أرى أن السبب في ذلك يُعزى إلى اختلاف الإحساس بالأهمية المُلحّة بين فئتَي النساء تلك”.
تقول بيل إنَّ الأهمية المُلحَّة قوةٌ تُحرِّكُ نزعة النساء السود نحو الترشح للمناصب. “لطالما أدركنا أنّه كان هناك مستوى عالٍ من التمييز، وأننا كنا نتقاضى أجورًا أقلّ، ولطالما أدركنا أنّ هناك عقبات كان علينا دائمًا العمل بجدّ للتغلب عليها”.

صرَّحت بيل -التي كانت على اطلاع بعمل باركر لعقود- بأنّ مجلس قيادة النساء ذوات البشرة السوداء في فيلادلفيا دعمَ هذه الأخيرة لأسباب عديدة، لكن السبب الأبرز لذلك الدعم يتمثل في أفكار باركر المتعلقة بمكافحة العنف باستخدام السلاح.

“كان الرئيس أوباما في عهده مطلعًا على التوقيت الذي جرت فيه حوادث إطلاق النار الجماعية على امتداد البلاد، وأدركَ أنّه مسلوب الإرادة من الناحية التشريعية التي كانت الكلمة الفصل فيها للكونغرس الذي لم يكن أعضاؤه بصدد سن قوانين لضبط استخدام الأسلحة. لكنّ أحد الأمور التي عرفها الشعب عنه أنه أحاط هذا الأمر برعايته، وأنه كان سيفعل أي شيء أمكنه القيام به ضمن صلاحياته بوصفه رئيسًا لصالح ذلك. أرسلت شيريل إشارة مفادها: ‘إنني لا أهتم بكمّ الاضطراب القادم الذي سيكون عليَّ تحمُّله نتيجة موقفي هذا، لكني سأمضي به قُدُمًا لأني أريد حماية الناس’. هذا ما سمعناه”.

تتعقّب منظمة Sisters Lead Sisters Vote المرشحين منذ العام 2018، ولاحظتْ تطورات ملحوظة خلال هذا العام. تقول رئيسة تلك المنظمة، هولي هوليدي، إنَّ ترشُّح باركر قد يكون له تأثير الدومينو.

“إنَّ مجرد ظفرها بالترشح يعني أنها هيأت الأرضية بالفعل، فمدينة فيلادلفيا منفتحةٌ على هذا النوع من التمثيل. وعلى سبيل المثال، فإنّ باركر أفسحت المجال فعلًا ليس فقط لمنصب لعمدة، بل ولإمكانية تقلُّد (المزيد) من المناصب القيادية التنفيذية أيضًا”. ز

وبحسب هوليدي، فإن منظمة Sisters Lead Sisters Vote مستمرة في إحصاء أعداد النساء السود المرشحات لمناصب.
“تعقّبنا ما يزيد على 170 امرأة سوداء مرشحات لمناصب، مثل منصب العمدة، ومجلس المدينة، والمجلس التعليمي. (باركر) ليست وحيدة، بل محاطة بخيرة الرفاق”.

WHYY is your source for fact-based, in-depth journalism and information. As a nonprofit organization, we rely on financial support from readers like you. Please give today.

Want a digest of WHYY’s programs, events & stories? Sign up for our weekly newsletter.

Together we can reach 100% of WHYY’s fiscal year goal